أثيرت ضجة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما فعله الناخب الوطني الجزائري جمال بلماضي مع صانع ألعاب المنتخب سعيد بن رحمة، لحظة استبداله بمواطنه حسام عوار في الشوط الثاني لقمة الإثنين الودية أمام المنتخب المصري، التي جرت على ملعب "هزاع بن زايد"، وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ضمن استعدادات كلا المنتخبين لبطولة أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023.

وتفاجأ كل من شاهد الكلاسيكو الشمال أفريقي، بمبالغة المدرب الأربعيني في ردة فعله تجاه نجم وست هام يونايتد، في ما وصفته النسخة العربية لموقع "Goal" العالمي بالتصرف "غير الرياضي"، وذلك للطريقة الصادمة التي تعامل بها المدرب مع لاعبه، إذ قام بمسك الأخير من قميصه بحدة وقسوة، ومن ثم عنفه على مرأى ومسمع الجميع خارج الخطوط، الأمر الذي أثار حالة من الجدل بين الجمهور الجزائري في مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء هذا التصرف من قبل المدرب، كنوع من أنواع الردع أو العقاب لبن رحمة، لاعتراضه ضمنيا على قرار الاستبدال بعد لحظات من استقبال هدف الفراعنة، وأيضا لتجاهله مصافحة وزير السعادة، وذلك رغم تحذيرات الأخير من تكرار هكذا مواقف، لا سيما بعد خروجه عن النص في مباراة الرأس الأخضر، بدخوله في مناوشة مع الهداف التاريخي لمحاربي الصحراء إسلام سليماني، من أجل تسديدة ركلة جزاء، رغم أنه ليس مكلفا بتنفيذ ركلات الجزاء.

ووفقا لنفس المنصة، فإن جمال بلماضي بات محل جدل كبير في الشارع الرياضي الجزائري في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد ارتفاع وتيرة أزماته، والتي بلغت ذروتها الشهر الماضي، باعترافه الشهير عن وجود ما وصفه بالخائن داخل معسكر المنتخب، يقوم عادة بتسريب تشكيلة الخضر للصحف ووسائل الإعلام، مع تلميحات بأن استمرار هذا التسارع، قد يعجل بنهاية رحلته مع بطل أفريقيا 2019.

أما صاحب الشأن بلماضي، فعندما سُئل عن سبب انفعاله الزائد عن الحد في مشهد استبدال سعيد بن رحمة، أجاب في حديثه مع الصحافيين عقب نهاية المباراة: “أود ألا أتكلم عما حدث مع بن رحمة، لكن تعلمون أن هكذا أمور تحدث عادة في كرة القدم، وكما كان واضحا. لم يكن سعيدا عندما قررت استبداله، وأنا أيضا لم أكن سعيدا، إذ أننا كنا في غنى عن دراما جديدة كما حدث مع سليماني في ركلة الجزاء”.

ويرى بعض النقاد والمتابعين، أن غضبة بلماضي على بن رحمة، ربما تكون أشبه بلحظات ما قبل العاصفة، التي ستسفر عن استبعاد اللاعب من القائمة النهائية المسافرة على متن الطائرة المتجهة إلى أبيدجان مطلع العام الجديد للدفاع عن العلم الجزائري في كأس أفريقيا، ربما كما ألمح المدرب، لتجنب الدخول في مشاكل وصراعات من شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على الجماعة داخل غرفة خلع الملابس، وربما لإخفاق سعيد في التعبير عن نفسه في عطلة أكتوبر، في الوقت الذي يملك فيه المنتخب وفرة عددية في نفس مركزه.