تغطي الأندية الكبيرة تكاليف التعاقد مع الأسماء الكبيرة، ورواتبهم السنوية الضخمة من خلال عائدات مبيعات قمصانهم، وشهد سوق الانتقالات الماضية بعض الصفقات التاريخية، أبرزها انتقال أسطورة برشلونة ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، في صفقة انتقال مجانية، إلى جانب عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، قادماً من يوفنتوس الإيطالي، بعد 12 عاماً على رحيله.
وعاد سؤال مقدار ما تكسبه الأندية من مبيعات قمصان لاعبيها إلى الواجهة، بعدما حقق باريس سان جيرمان، ومانشستر يونايتد، أرقام مبيعات تاريخية لقمصانهم، عقب التوقيع مع ميسي، ورونالدو.
وأعلنت شركة «فانتاستيك» في بيان لها أن قمصان رونالدو أصبحت الأكثر مبيعاً على الإطلاق للاعب خلال الـ24 ساعة التي أعقبت انتقاله إلى ناديه الجديد.
ووفقاً لصحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية، تجاوزت مبيعات قمصان رونالدو مبيعات قمصان ميسي عندما انضم إلى باريس سان جيرمان، وبرايس هاربر إلى «فيلادلفيا فيليز» في لعبة البيسبول، وتوم برادي إلى فريق «تامبا باي بوكانيرز» في كرة القدم الأمريكية، وليبرون جيمس إلى «لوس أنجلوس ليكرز» في كرة السلة.
وأوضحت صحيفة «ميرور» في تقرير لها، أن نظرية تغطية الأندية الكبرى لمصاريف ضم الأسماء الكبيرة من عائدات مبيعات قمصانهم، هي فكرة خاطئة تماماً تتكرر عادة بعد وصول الأسماء الكبيرة إلى الأندية، والتي تستند إلى فرضية أن أندية كرة القدم تحصل على النسبة الأكبر من مبيعات قمصان لاعبيها.
وحسب المصدر نفسه، استعادة النادي للأموال التي صرفها لضم نجم ما، من إيرادات مبيعات قمصانه هي فكرة غير صحيحة تماماً. تحصل الأندية عموماً على نسبة 10 إلى 15% فقط من مبيعات القمصان، في حين تحصل الشركة الراعية والمصنعة على غالبية الدخل. وعلى سبيل المثال حصل برشلونة على حوالي 30 مليون يورو سنوياً من مبيعات قمصان ميسي، خلال فترته مع النادي، من إجمالي مداخيل بلغت 200 مليون يورو.
تختلف الأموال التي تجنيها أندية كرة القدم من بيع القمصان من نادٍ لآخر، بناءً على عوامل مثل عدد القمصان المباعة، ونسبة العمولة التي تفاوضوا عليها مع مقدمي الخدمة حتى أكبر الأندية في العالم تحصل على نسبة صغيرة نسبياً من الإيرادات المتأتية من مبيعات القمصان، عادة حوالي 7.5% إلى 15%.
وهناك بعض الاستثناءات بالطبع. وبحسب ما ورد، فإن صفقة ليفربول الجديدة البالغة قيمتها 150 مليون جنيه استرليني (200 مليون دولار) ومدتها 5 سنوات (30 مليون جنيه استرليني سنوياً) مع شركة «نايكي»، يحصل بموجبها الريدز على عمولة بنسبة 20% من مبيعات القمصان.
على سبيل المثال في حال باع ليفربول، مليون قميص في الموسم الماضي (2020ـ 2021)، بكلفة 80 جنيهاً استرلينياً للقميص الواحد. نسبة 20% من 80 جنيهاً استرلينياً هي 16 جنيهاً استرلينياً، وبالتالي سيحصل ليفربول على 16 مليون جنيه استرليني من تلك المبيعات.
16 مليون جنيه استرليني، بالإضافة إلى 30 مليون جنيه استرليني التي دفعتها «نايكي»، في ذلك العام كجزء من اتفاقية الرعاية، في المقابل حصلت الشركة الأمريكية على 64 مليون جنيه استرليني من المبيعات.
لماذا إيرادات الأندية من مبيعات القمصان صغيرة جداً نسبياً؟
يقتصر دور الأندية في المرحلة الطويلة والمعقدة لإنتاج القمصان وتوزيعها، على إعطاء الترخيص لشركات المعدات الرياضية مثل «بوما»، «نايكي»، و«أديداس»، لإنتاج قمصانهم وبيعها.
علاوة على رسوم الترخيص، يمنح هؤلاء الرعاة للأندية جزءاً من المبيعات عادةً بمجرد تجاوزهم حداً معيناً.
تقوم شركات المعدات الرياضية بمعظم العمل الشاق، وبالتالي من الناحية التجارية، يحق لها تماماً جني الجزء الأكبر من الأرباح.
وتعتبر هذه الصناعة مربحة للغاية للشركات. «أديداس»، على سبيل المثال، وافقت على صفقة مدتها 10 سنوات مع مانشستر يونايتد، والتي تجعلهم يدفعون لعملاق الدوري الإنجليزي الممتاز 750 مليون جنيه استرليني على مدار العقد.
ومع ذلك، وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة «أديداس» الألمانية، «هيربر هاينر»، فإن توقعات المبيعات خلال تلك السنوات العشر تبلغ 1.5 مليار جنيه استرليني (2 مليار دولار)، لذلك من السهل معرفة سبب استعداد الشركات المصنعة لتخصيص مثل هذه المبالغ الضخمة من المال للحصول على التراخيص.
قمصان الأندية الأكثر مبيعاً
وفقًا لموقع «ستاتيستا» الألماني المتخصص في بيانات السوق والمستهلكين، تتصدر أندية كرة القدم الأكثر شعبية، قائمة الأندية التي تحقق قمصانها أعلى الإيرادات، حيث يتصدر القائمة أمثال مانشستر يونايتد، ريال مدريد، وبرشلونة.
كما تبيع أندية أخرى، مثل ليفربول، يوفنتوس، تشيلسي، أرسنال، ومانشستر سيتي، الكثير أيضاً، وكذلك الحال بالنسبة للأندية الثقيلة في ألمانيا بايرن ميونيخ، وبوروسيا دورتموند.